Categories: All

by menass abu hmaid 7 years ago

716

مدينة بلا مطر

الطوفان، المطر، القصب، الاستبداد، الفقر تتناول القصيدة موضوع الاستبداد الملكي في مدينة تعاني من غياب المطر، الذي يستخدمه الشاعر كرمز لحالة المدينة. يعبر الشاعر عن مشاعر الشعب الفقير والمستبد من خلال الصور الشعرية، مثل الرياح العاصفة والقصب من المستنقعات الذي يدعو للمطر.

مدينة بلا مطر

مدينة بلا مطر

القطب الجمالي

القطب الجمالي : المقصود بذلك اخراج النص من حالته المجردة الى حالته الملموسة اي فهمه وسد فجواته كي يصل القارئ الى الاستجابات الشعورية المختلفة.

حياة الشاعر

حياته:

ولد السياب في قرية جيكور في العراق في العام 1926م، ماتت امه وهو صغير فتزوج ابوه وانشغل عنه؛ فكان فقدانه لعطف الام وحنان الاب وتلك كانت اول صدمة نفسية وروحية عانها السياب، انتقل الى البصرة واكمل هناك دراسته الثانوية ثم انتقل الى بغداد والتحق بدار المعلمين العالية في العام 1948م، عرف في هذه المرحلة بتدخله السياسي والنضالي ، سيما والعراق مستعمر وفلسطين تتهود.

كان لبدر اخوان واخت ماتت هي وامها اثر ولادتها، اصيب بصدمة روحية عاطفية ثانية عندما تزوجت من احب بغيره . هذا وقد نظم الشعر مبكرا بحيث كان الشعر طريقا استخدمه السياب كمتنفس له عن حرمانه الاجتماعي والعاطفي ، اتجه نحو الوطن المستعمر فأصبح من ابطال السياسة وسجن بسبب هذا التوجه.

حرم السياب من امور كثيرة فحاول التصدي للحياة بالانضمام الى الشيوعية. كان يشعر بالغربة واجتهد في نسيان الغربة من خلال المرأة فلم يفلح، سجن كثيرا بفعل مشاركاته بمظاهرات ضد السياسة والصهيونية وبريطانية.

فصل من عمله عدة مرات. في العام 1956 تزوج السياب ورزق بولد وبنتين، اصيب بالشلل في اواخر حياته فأتجه الى لندن لتلقي العلاج وذلك مع نهاية العام 1962م.

احس السياب بدنو اجله فأٌصيب بنوبات من الهلوسة والاغماء، ومع نهاية العام 1964م توفي في الكويت عن عمر يناهز 38 عاما.

ادبه

انطلق السياب بتجربة الشعر الحر مع العام 1946، وقد اصدر ديوانه الاول بعنوان ازهار ذابلة في العام 1974، وفي العام 1950 طبع ديوانه الثاني بعنوان اساطير، وفي العام 1955م نشر كتابا بعنوان قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث، ثم اصدر بين العامين 1962-1963 مجموعة شعرية بعنوان انشودة المطر وديوان المعبد الغريق، إضافة لديوان منزلة الافنان.

عكست قصائد السياب حياته الفكرية والاجتماعية، فقد بدأ شاعرا رومنتيكيا ثم انتقل الى الرومنتيكة الرمزية الواقعية ثم انتقل الى الشعر الواقعي التصويري. حارب بشعره الفساد والظلام الواقع الاجتماعي املا في خدمة وطنه وشعبه؛ كيف لا وهو الانسان المعذب والمكافح والفقير ... كان بحق شاعرا اجتماعيا.

صور السياب كفاح جيله من اجل الحرية والوحدة والاشتراكية، بقصائد تناغمت والوعي القومي؛ فكانت مصورة للتحديات التي واجهت العراق والوطن العربي.

تأثر بالشعر الاجنبي وبخاصة الانجليزي، فكان يلتهم شعر اليوت واديت سيتويل... اخذ منهم التجديد في الانغام والتلاعب بها، فأدخل عنصر الثقافة والاستعانة بالأساطير لينتقل بين الاسطورة الموضوعية التي تعبر عن الزمن الحاضر، والذاتية التي تعبر عن حرمانه وغربته، عاد الى التاريخ ليأخذ قصصا مثل قصة ياجوج وماجوج بقصيدة المسيح بعد الصلب.

كما تأثر بالشعر الاسباني( غارسيا لوركا ) ، ذلك ان لوركا تميل الى الغربة تلك الغربة التي بحث عنها السياب في الكتب القديمة والسماوية، فعاد الى التوراة والانجيل؛ والامر الملفت للنظر انه لم يكن متصلا بالحضارة العربية الاسلامية لذلك لم يتخذ منها وسيلة للتخلص من عقده النفسية باستثناء ما نظمه من ذكريات الاسلام عن علي بن ابي طالب ليلة الهجرة عندما رقد في فراش النبي.

مراحل السياب الشعرية

هذا الشعر السيابي حدد له النقاد ومؤرخو الادب مراحل زمنية تتساوق وتطور التجربة الفنية ونمو فكر بدر السياسي. تنعت هذه المراحل بالرومانسية او الذاتية ، والواقعية، فالتموزية واخيرا الذاتية من جديد.

الرومانسية

1943-1948، عاش بدر في هذه السنوات تجارب ذاتية هزت كيانه هزا مثل وفاة الام وزواج الاب من جديد، ثم فقدان الجدة. وحاول جاهدا ان يعوض هذا الحنو بتجارب عاطفية.

وكل هذه العوامل نجد لها صدى في شعره.

ومن ناحية ثانية كانت الرومانسية العربية في ذروتها وخاصة مدرسة ابوللو. وقد قرأ بدر لهذه الجماعة بل طلب الى " علي محمود طه" ان يقدم له قصيدته " بين الروح والجسد".

الواقعية

1949-1955، اصبح بدر في هذه المرحلة منتميا الى الحزب الشيوعي العراقي، وبالتالي جعل نصب عينيه خلاص الاخرين المضطهدين، برز ذلك في قصائد عديدة ذات مضامين اجتماعية وسياسية وذات ادوات فنية عَصَبُهَا الاساطير.

التموزية

1956-1960، يلخص الاستاذ ناجي علوش هذه المرحلة بالقول : انتقل بدر من العادي واليومي الى الاسطوري والرمزي. كان الموت في المرحلة السابقة حادثة، وكان الجوع ظاهرة، وكان النضال رجولة، اما في هذه المرحلة فقد تحول الموت الى اسطورة. اصبح فداء اسطوريا يمثله "تموز" او " عشتار".

الذاتية

المرحلة الاخيرة ، فهي مرحلة ذاتية جديدة بدأت سنة 1961 وانتهت بموت بدر. وقد غلب عليه اليأس والتشاؤم ورمى عليه المرض بكلكله فأفقده القدرة على المشي الى ان استحال بدر الى الافلين.

القصيدة
تنتمي الى المرحلة الواقعية والتموزية

قصيدة مدينة بلا مطر تنتمي الى المرحلتين الواقعية والتموزية بحيث انها تتبع لديوان انشودة المطر، تم بيان المرحلتين التموزية والواقعية ذلك ان القصيدة تحمل في طياتها الرموز السياسية التي تجسد الوضع في العراق وموقف السياب من هذا الوضع ورفض له وحثه للقيام بالثورة لتغيير الوضع، ومن هنا تنتمي هذه القصيدة للمرحلة الواقعية ومن خلا توظيف الشاعر للرموز الاسطورية تموز وعشتار انتمت القصيدة للمرحلة التموزيه.

العنوان
تحليل افقي

مدينة : خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ( مدينتي مدينةٌ بلا مطر )

بلا : حرف نفي

مطر : اسم مجرور

العنوان يُكثف ويلخص القصيدة ويحمل رسالة لأهل مدينته. فعند سماعنا لكلمة مطر فهذا يُحيلنا الى البعث والخير الذي يرسله المطر الينا ولكن السياب استعمل النفي فمن هنا نفهم انه يُريد ان يعبر عن وجود قحط وجفاف الذي يسود في مدينته. 

تحليل عامودي

نرجع لعنونة مجموعته ديوان انشودة المطر فقد اعتبر بدر شاكر السياب ان المطر هو رمزا واسعا قادرا على حمل هواجس النفس الانسانية فيتمنى الشاعر ان يعم الخصب والبعث على وطنه العراق منطلقا من همهُ الفردي الخاص لعرض الهموم الاجتماعية مثل الفقر والجوع بالرغم من وجود الكثير من الخير في بلده. 

قصيدة انشودة المطر قصيدة سياسية من قصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب كتبها عام 1954، وكانت عنوان ديوانه الذي تخلل العديد من القصائد والتي حملت في طياتها المعاني السياسية ، ووصف الشاعر لذاته ومشاعره اتجاه بلده وموطنه العراق، وحالة الحزن التي يعيشها بسبب عدم اندلاع ثورة التغيير، كتب القصيدة قبل اندلاع الثورة في ظل حكم الملك عبد الكريم قاسم المستبد الظالم.

مجموعة ديوان انشودة المطر يحوي قصيدة النهر والموت، تموز جيكور،جيكور والمدينة، البعث والرماد، كل من يعود لهذه القصائد يجد دلالات شعرية عميقة التي تحقق الانسجام حيث عبر عن الخيبة وفواجع الواقع السياسي والاجتماعي في العراق. مثال: دلالة المكان ،مدينتنا، دلالة الزمان الغروب واذار ،الليل... الدلالة السياسية دلالة الجفاف السياسي والتأزم الاجتماعي تتمثل في جملة سحائب مرعدات مبرقات دون امطار.

المقطع الاول

المعجمي السياقي

المقصود بالرمز المعجمي السياقي، ليس المعنى الحرفي للكلمة كما وردت في المعجم بل الى دلالات اعمق من ذلك حسب التجربة الشعرية المعاصرة الجديدة. اي ان حينما يوظف السياب الفاظا وتعابيرا لا يقصد من خلالها المعاني الحرفية التي وردت لها كما في المعجم بل يرتأي ويصبو ان يعبر من خلالها الى دلالات جديدة تناسب التجربة الشعرية المعاصرة.

قصيدتنا غنية بهذا النوع من الرموز.


فنرى في المقطع الأول بعدي الموت والحياة. فيبدأ السياب بوصف الواقع المأساوي لمدينته فيقول بأن القحط يلفُ المدينة فهي بلا مطر وهي تحترق بلا نار ويُفصل ويقول بأن النار تحمُّ دروبها ودورها أي ان النار تحرق كل شيء في المدينة بسبب انقطاع المطر والجفاف والقحط الذي يعمُ على المدينة. وبعدها يأتي الغروب الذي هو نهاية النهار فهو يحل على المدينة ويعطي جو من السوداوية فصورة الغروب هي احدى صور الموت التي تعبر عن السلطة السياسية القائمة في العراق في ذلك الوقت، ونرى بأن الغروب يحمل السحب " ويصبغها الغروب بكل ما حملته من سحب " فالسحب هي دلالة المطر والحياة، فالغروب الذي يعبر عن الموت يحمل السحب التي تعبر عن المطر والحياة وهنا توالد الحياة من الموت وهذا النهج الذي اعتمده السياب في قصائده. 

يهب موتاها

المقصود ليس "رجوع الموتى" انما استيقاظ الشعب من غفلته لتغيير الوضع

طبول بابل

دلالتها اصوات الثورة والبوادر لحدوثها.

تحم دروبها

المقصود وضع العراق من فقر وجوع واستبداد في ظل الحكم الملكي

كل هذه الرموز تهدف الى وصف الشاعر لذاته وما يشعر به ايزاء وضع العراق والمواطن العراقي وما يعانيه من جوع وفقر واستبداد ، تعثر الثورة بالرغم من وجود بوادر لحدوثها الا انها تتعثر قبل ان تحدث.

يصبغها الغروب

يقصد هنا الشاعر حلول الغروب على المدينة.

انين مرضاها

ترمز لصوت الشعب المظلوم والمستبد والتي خابت اماله بسبب تعثر الثورة وعدم حدوثها.

الاسطوري

المقصود بالرمز الاسطوري ان السياب يوظف في قصائده شخصيات او احداث من الاساطير كرموزا. قصيدتنا مدينة بلا مطر تتبع الى ديوان انشودة المطر واكثر رمز وظفه السياب في هذه الفترة هو الرمز الاسطوري عشتار وتموز .

تموز وعشتار

عشتار هي الهة الخصب والحياة والتجدد ، وكان لها حبيب اسمه تموز فقد افترسهُ حيوان بري فمات فحزنت عشتار على حبيبها وعمّ القحط وطلبت من الهة الموتى ارجاعهُ وكان هذا مشروط ومرهون بموت عشتار وهبوطها الى مملكة الموتى في العالم السفلي المظلم ( ضحت بنفسها من اجل ان تفك اسر حبيبها ) عندها هبطت عشتار الى مملكة الموتى وعاد تموز الى الحياة ، فبغياب عشتار غابت معها مظاهر الخصب والحياة ، عِباد عشتار ارادوا ان تعود عشتار مرة واحدة في السنة في فصل الربيع فوافقت الهة الموتى ان تُعيدُها مرة واحدة فعندما عادت عشتار عادت مظاهر الحياة والخصب والتجدد .

أي ان بعث الحياة والخصب والتجدد لأي انسان مشروط ومرهون بالتضحية 

منهجية توظيفة

: ذكر تموز

وظفّ السياب الشخصيات والاحداث واعتمد الفكر التموزي في تعامله مع صور القصيدة وفكرها، لان طرحْ السياب الفكري للصورة القائمة على جدلية توالد الحياة من الموت هو طرح لحيثيات اسطورة تموز كما ذُكر في القصيدة "صحا من نومه الطيني تحت عرائش العنب. صحا تموز، عاد لبابل الخضراء يرعاها فهنا قام السياب بتوظيف الشخصية والحدث للتعبير عن وضع العراق السياسي وعدم حدوث الثورة وتغيير النظام السياسي، فصورْ الموت هي صورْ السياسة والسلطة القائمة وصورْ الحياة هي مرادفة للثورة والنهضة..

المقطع الثاني

وعندما ذكر الشاعر " تظل مجامر الفخار خاوية بلا نار " مجامر الفخار هي عبارة عن وعاء مصنوع من الفخار يوضع فيه الجمر ويُستعمل لطهي الطعام فعندما قال الشاعر بأنها خاوية بلا نار هذا يدل على عدم وجود الخير والقوت حتى باتت حناجر القصب من المستنقعات تدعو وتصيح لبعث الخير.

الهة الدم ، ليس بالمعنى السلبي للدم انما الخير وذلك لان بعدما ذكر الشاعر الهة الدم ذكر بعدها مباشرة " خبز بابل، شمس اذار" وكأنه يقول بأن الهة الدم عندما تعود ، يعود معها الخير والربيع الذي يحمل معه كل مظاهر الحياة والخصب.

خاوية بلا نار

خاوية بلا نار هذا يدل على عدم وجود الخير والقوت و الجوع والفقر.

تصيح

يدل الفعل "يصيح" على اصوات الشعب المضطهد المظلوم

الهة الدم

كلمة "الدم " عندما قال الشعر الهة الدم تدل عل الخير والخصب نستدل لهذا المعنى عندا قال الشاعر " تؤوب الهة الدم ، خبز بابل ،شمس اذار"... اي تعود الهة الدم وتجلب معها الخبز لبابل وشمس الربيع التي تدل على الخير والخصوبة والتجدد.

هداياها

تدل كلمة" هداياها" ، الخير والبركه والخصب ...

يرتفع الدعاء

تدل على اصوات الشعب المظلوم المستبد المضطهد...

حيثيات الاسطورة الاسطورة ذكرت سابقا

وظف الشاعر الشخصية والحدث..

ينتقل السياب في المقطع الثاني الى الرمز الأسطوري عشتار التي ترمز الى الهة الخصب والحياة والتجدد (ذُكرت حيثيات الأسطورة في المقطع الأول).

فمن خلال ذكره لأسطورة عشتار أراد الشاعر ان يُثبت حالة الموت والجفاف حيثُ يوظفها السياب دالةً على الموت (الربعي،2003)

" وفي غرفات عشتار ": فنرى ان بعودة عشتار لم ترجع مظاهر البعث والحياة والتجدد حيث خابت آمال عِباد عشتار وبحيث ان عشتار تمثل الثورة وبذلك خيبت آمال الشعب في تعثر النهضة وعدم حدوثها. وذكر الشاعر " ونحن نهيم كالغرباء من دار الى دار لنسأل عن هداياها جياعٌ نحن ... واسفاه فارغتان كفاها وقاسيتان عيناها وباردتان كالذهب ": وهنا يقصد ان بعودة عشتار ستعود مظاهر الحياة والخير والبعث ولكن يقلب الشاعر الصورة لصورة مأساوية وسوداوية حيث يقول بأن عشتار عادت ولكن للأسف لم تعد معها مظاهر الحياة حيث ذكر ان يديها فارغتان وعيناها قاسيتان .... ويقصد بذلك ان عشتار ترمز للثورة التي من المفترض ان تحدث للتغيير والتجدد ولكنها تعثرت النهضة والثورة امام السلطة القائمة.

المقطع الثالث
انواع الرموز

معجمي سياقي

هنا مرة اخرى يصف الشاعر مظاهر تُبشر بقدوم الخير والبعث ولكن هذه السحب والريح خالية من المطر حيثُ يعبر عن واقع قاسٍ الذي يعمُ مدينتهُ فلم تحدث اي ثورة او اي نهضة التي من شأنها تغيير الوضع للأفضل والاحسن ولكن الكاتب اكمل بوصفها بصورة قاتمة وسوداوية ، ويذكر " اربابنا " اي المسؤلون الظالمون حيث يملكون عيونا متحجرة وقاسية وهذه العيون ترجُمنا بلا نقمة اي بدون سبب وهي تدور كحجر الرحى اي تضر بالعيون حتى تعودنا عليها .


تلوك

تلوك المعنى حسب ما ورد في المعجم : تمضغ

دلالة فعل" تلوك" اي تضر وتظلم وتستبد وتتحكم.

يغيض الماء

المعنى المعجمي لكلمة يغيض: يقل

دلالة "يغيض الماء" تعثر الثورة وعدم حدوثها.


عيونكم الحجار

ظلم وتعسف السلطة وقسوتها

الهدف

كل الرموز التي ذكرت سابقا تحمل المعاني السلبية والسوداوية. وتهدف لوصف وضع العراق والمواطن العراقي والظلم والاستبداد الذي يعيشه المواطن، وتعثر الثورة.

تنداح

المعنى المعجمي لكلمة تنداح: تنتشر وتتسع

وهنا دلالة تنداح اي كثرة الظلم والاستبداد.

ترجمنا

دلالة " ترجمنا" ليس كما وردت في المعجم وانا ظلم الحكم واستبداده وتعسفه

اسطوري

عشتار

حيثيات الاسطورة

ذكرت سابقا..

منهجية توظيفه

نرى بأن الشاعر قد وظف من اسطورة تموز وعشتار الشخصية وكذلك الحدث ولكنه لم يظهر الحدث كما كان في الاسطورة اي ان بعودة عشتار يجب ان تعود مظاهر الحياة والخصب والتجدد والبعث ، فالشاعر في هذه القصيدة غيرَ من حيثيات الاسطورة بمعنى انه نتوقع عندما تعود عشتار تعود معها مظاهر الحياة والبعث والذي حدث في هذه القصيدة ان عشتار عادت ولكن لم تعد معها هذه المظاهر، ويظهر ذلك بوضوح في الاسطر الاخيرة من المقطع" عذارانا حزانى ذاهلات حول عشتار، يغيض الماء شيئا بعد شيء من محيّاها. 

فعشتار ترمز للثورة وعدم تحدوث التجدد والخصب وعدم رجوع مظاهر الحياة تدل على عدم حدوث الثورة وبقاء وضع العراق كما هو...

الهدف من توظيفه


الفجوات
المفارقة

يشير مفهوم المفارقة إلى الأسلوب البلاغي الذي يكون فيه المعنى الخفي في تضاد حاد مع المعنى الظاهري. وكثيراً ما تحتاج المفارقة وخاصة مفارقة الموقف أو السياق، إلى كدّ ذهن، وتأمل عميق للوصول إلى التعارض، وكشف دلالات التعارض بين المعنى الظاهر والمعنى الخفي الغائص في أعماق النص وفضاءاته البعيدة.


سحائب مرعدات مبرقات دون امطار

القارئ يتوقع انه بوجود السحائب المبرقات والمرعدات سيهطل المطر، لكن يتفاجأ عندما يقول الشاعر ان هذه السحائب لم تحمل المطر وهنا تكمن المفارقة.

مدينتنا تؤرق ليلها نارا بلا لهب

عند رؤية القارئ لكلمة نار يتوارد في ذهنه النار واللهب ، لا يمكن فصل اللهب عن النار ، فيتفاجأ عندما يكمل القراءة ويرى بأن النار بدون لهب. ويتوارد في ذهن القارئ كيف يمكن وجود النار بدون اللهب. وهنا تكمن المفارقه.

صحا تموز عاد لبابل الخضراء يرعها ،وتوشك ان تدق طبول بابل ثم يغشاها

·        هنا تكمن المفارقة انه بعودة تموز من المفروض ان تعود مظاهر الحياة والتجدد الى المدينة ولكن نتفاجأ ان بعودته لم تعد هذه المظاهر...

الحذف

إسقاط معلوماتٍ ما ضروريّةٍ والتي تكون غالبًا ركيزةً أساسيّةً لفهم النّصّ، غير أنَّ الكاتب يستخدم بعض المؤشّرات والإيحاءات التي تقرب القارئ إلى غايةِ إدراك النّصِّ، منها ما يكون واضحًا ومنها ما يكون ضبابيًّا.

جياع حن...واسفاه

تلوك جفوننا

القطب الفني

المقصود بذلك نسيج النص ، كل ما يتعلق بالأساليب الموظفة ، اللغة ، لغة تكثيفية ايحائية، رمزية واختزالية

اللغة

اللغة ايحائية رمزية اختزالية، فمن مظاهر الشعر الحديث الحر هو اللجوء الى الخرافة والاساطير والى الرموز بجميع حيثياتها. اذا تفحصنا لغة السياب في قصيدة مدينة بلا مطر نجد انها مليئة بالرموز والفجوات على القارئ ملأها ليستطيع الوصول الى المعاني وفهم القصيدة . 

المعادل الموضوعي

هو عبارة عن مجموعة من الاحداث والمواقف والافعال التي تشكل صيغة الانفعال الفني لدى الشاعر او الكاتب والتي تشكل سيرة الكاتب او الشخصية. وتوظيف الطبيعة لتناصر الشخصية.

العنوان مدينة بلا مطر

يظهر المعادل الموضوعي في القصيدة بعدة مواضع، بدأَ من العنوان عندما وظف الشاعر المطر ليصف حال المدينة واوضاعها في ظل الحكم الملكي المستبد. فقال مدينتنا مدينة بلا مطر.

ويرتفع الدعاء كأن كل حناجر القصب من المستنقعات تصيح

عندما قال "ويرتفع الدعاء كأن كل حناجر القصب من المستنقعات تصيح : لاهثة من التعب، ايضا هنا يظهر المعادل الموضوعي حين وضف الشاعر القصب وقال حتى ان القصب من المستنقعات بات يدعو ليهطل المطر ويحل الخير... كل ذلك يتعالق مع اوضاع الثورة الخامدة التي لا تندلع لتغير الوضع وتحيي العراق من جديد.

وريح تشبه الاعصار لا مرت كأعصار

"وريح تشبه الاعصار لا مرت كإعصار....." الشاعر جزء من الشعب وهو يمثل الشعب وحال الشاعر من حال الشعب ، فما يعبر عنه الشاعر من خلال هذه الصور هو مجموعة المشاعر والانفعالات الخاصة به وبالشعب الذي يمثله( الشعب الفقير المستبد).

النص اليوتوبي

له مرجعية لأفلاطون ، والنص اليوتوبي هو النص الغائب الذي يطمح اليه الكاتب وطبيعة هذا النص ثائر معارض ورافض ، بمعنى يطمح الكاتب الى نص مثالي اي تسود فيه العدالة الاجتماعية والسياسية والانصاف.

 نرى ان قصيدة مدينة بلا مطر تنماز بالجو السوداوي ويظهر ذلك من خلال العديد من الالفاظ والتعابير مثل مدينتنا تؤرق ليلها نار بلا لهب، تحم دروبها والدور... الفعل توشك والذي هو فعل شك يبطل ما بعده... ،انين مرضاها .

الشاعر يطمح بتغيير الوضع القائم ، يطمح باستيقاظ الشعب من سباته وحدوث الثورة وتغيير الوضع فالسياب كان من مؤيدي التغيير والثورة على الحكم الاستبدادي ونادى بتحقيق حقوق الفرد والمواطن وكبح السلطة البرجوازية والطبقية في العراق (انتمى الشاعر للحزب الشيوعي) .. وفي هذه القصيدة يظهر الشاعر ميوله وطموحه لذلك يعتبر نص يوتوبي، بالإضافة لذلك اذا اكملنا قراءة القصيدة فنرى في المقطع الاخير "لنعلم ان بابل سوف تغسل من خطاياها"، فسحة امل فهذا يعبر عن رغبة الشاعر الشديدة بحدوث الثورة لتغيير الوضع القائم . 

المنحى الطوفاني

ويقصد بالطوفان حسب هشام محمد مباركي، ان للطوفان في اللغة العربية معنى اصيلا يدل على كل حادثة او نكبة تحيط بالإنسان او غيره حتى تنال منه، ومعنى مجازي يطلق على الماء المتناهي في الكثرة الذي يغرقه من كثرته، ومعنى عام مطلق ينصرف الى كل مظاهر الكوارث الطبيعية والنفسية والاجتماعية كالزلزال والبراكين والفيضانات والاعاصير والحرائق والقتل الذريع.... ومعنى خاصا ينحصر اساسا في الفيضان العظيم الذي اهلك قوم نوح حتى صار علما عليه. وحسب ذلك فأن مجموعة الاحداث السوداوية التي تحدث بأرض بابل (العراق)، بدأ من الحكم السلطوي البرجوازي المستبد واوضاع المواطنين من جوع وقهرا وفقر من جهة ومن جهة اخرى عدم اندلاع الثورة وتعثرها من جهة اخرى تدل على المنحى الطوفاني بمعنى مجموعة الحوادث او النكبات التي تحيط العراق....

القارئ الضمني

مجموعة المشاعر والانفعالات التي تستثار لدى القارئ اثناء تحليله للنص.

من خلال تحليلنا للنص استثارت لدينا مشاعر ممزوجة من الغضب والحزن من عدم تغيير الوضع القائم بالرغم من وجود بوادر للثورة والحزن على المواطن العراقي لما يعانيه من جوع وفقر واستبداد ....

الزمان

عندما قال:" يأتي الغروب ويصبغها بكل ما حملته من سحب"

فضلا عن كون الغروب نهاية النهار، فالزمن في صورة الغروب زمن موت متشكل من الليل المؤرق. وهنا تتشكل نصف الدورة( الموت) وتليها صور الحياة من وسط الموت...(جلال الربعي ،2003).

فقد تكون ثنائية الصحوة والنوم انعكاسا لتراتبية الزمان الشتاء والصيف ،فالشتاء دلالة ( النوم الطيني) على السبات والنوم العميق والصيف قرينته ( عرائش العنب ) 

الرؤية النقدية

يعتبر بدر شاكر السياب من الذين وظفوا المطر ليكون رمزا واسعا على شكل هواجس النفس الانسانية وعرض همومه الفردية منطلقا منها الى عدد من الهموم الاجتماعية مثل الفقر والجوع، على الرغم الخير الكثير في بلده، فقد حوّل المطر الى قيمة ثرية غنية بالدلالات .

اسلوب الكاتب انماز بلغة ايحائية رمزية ، حيث انتقى اساليب حداثية في القصيدة . بالرغم من صعوبة تحليل الرموز الا انها تضفي جمالية للقصيدة وبرأينا لا يمكن ان يسمى شعر حر حديث لولا وجود هذه الرموز والايحاءات.

المصادر

    الربعي، ج. (2003). في الاسطورة والرمز عند بدر شاكر السياب من خلال مجموعة انشودة المطر.صفاقس: دار محمد علي للنشر.

       مراشدة، ع.ا. (2005). اثر مضمون الحياة والموت في بناء القصيدة في شعر بدر شاكر السياب.عمان- الاردن: دار ورد للنشر والتوزيع.

       هشام محمد مباركي.(لا يوجد تاريخ).قصة الطوفان بين الاسطورة والدين دراسة وصفية تحليلية مقارنة. https://books.google.co.il/books?isbn=9957590618

السياب، ب.(2000). المجموعة الشعرية الكاملة. دار النشر:دار المنتظر.